لعل الكثير منا سمع بمصطلح "اردوينو" أو "لوح اردوينو"، هذا اللوح على بساطته، لكنه أخذ انتشاراً كبيراً جداً منذ إطلاقه عام 2005 كأول لوح مفتوح المصدر 100% يعمل كمتحكم مصغر Micro-Processor، استفاد منه ملايين الطلاب منذ إطلاقه حتى اليوم. لكن ما هو لوح الاردوينو؟
الاردوينو هو لوح إلكتروني، يتكون من دارة إلكترونية فيها متحكم دقيق مصغر، يمكن برمجته لعمل مئات بل آلاف الأوامر عن طريق جهاز الحاسوب أو الهاتف، أخذ انتشاراً كبيراً نظراً لرخص سعره (حوالي 20 دولار) مقابل الإمكانيات الهائلة التي يمكنه القيام بها، هذا اللوح يمكن أن يتم برمجته لعمل آلاف المشاريع المؤتمتة، وربطه على حساسات (مجسّات) مثل حساسات الحرارة، الضوء، الضغط، وغير ذلك، يمكن أيضاً أن يتم ربطه على أجهزة استشعار Motion Detector مثل التي تراها عن الأبواب الأوتوماتيكية الفتح.
المشاريع التي يمكن عملها باستخدام لوح الاردوينو لا حصر لها، فيمكنك مثلاً عمل مشاريع بسيطة مثل برمجة باب يفتح على رقم سري معين، أو إطفاء الإنارة على أوقات معينة، أو إضاءتها في حالة وجود حركة جسم في الغرفة على سبيل المثال.
هذا على مستوى بسيط، لو أردنا التوسع قليلاً، فيمكن أن نقوم بعمل مشاريع مثل إشارات المرور، كيف يمكن عمل إشارات مرور لتقاطع حيوي جداً يتكون من 4 أو 5 إشارات، تضيء وتطفئ بمواقع معينة بترتيب ونسق معين. أو مثلاً برمجة إنذار حريق لسوق ضخم متناسقة مع بعضها ومع جميع أجهزة الاستشعار الموجودة في السوق.
أول ظهور للوح اردوينو كان عام 2005 في مدينة إيفريا الإيطالية عن طريق ماسيمو بانزي، وقاموا بتسمية اللوح باسم أحد الشخصيات الشهيرة التاريخية للمدينة Arduin، فكان مشروعهم هذا هو أول بيئة للمتحكمات المصغرة الدقيقة بصورة مفتوحة المصدر بنسبة 100%، وشكل بإطلاقه ثورة لم يسبق لها مثيل في عالم المتحكمات الدقيقة، كونه سهل المفاهيم النظرية لملايين الطلاب والأكاديميين، وأتاح لهم التطبيق العملي لمفاهيم كانت نظرية بالنسبة له لصعوبة تطبيقها من ناحية التكلفة.
بعد إطلاق اللوح الإلكتروني، ظهرت عشرات البرامج الحاسوبية التي تسهل برمجة هذا اللوح عن طريق برامج مفتوحة المصدر بأوامر بسيطة معروفة أو يمكن البحث عنها بكل سهولة، كونها مشتركة بين غالبية هذه البرامج.
يعد الاردوينو مدخلاً للعديد من العلوم التقنية الأخرى، مثل إنترنت الأشياء، فجميع أجهزة الاستشعار والمجسات التي يتم ربطها على الإنترنت لعمل مشروع في إنترنت الأشياء، يجب أن يتم التحكم بها عن طريق لوح مثل الاردوينو.
وعالم الروبوتات أيضاً له حصة كبيرة هنا، فالروبوت فيه العديد من المستشعرات والأذرع التي يجب التحكم بها عن بعد، أو عند حصول شيء معين (مثلاً وصول الروبوت إلى حائط)، مثل هذه الروبوتات يتم برمجتها والتحكم بها عن طريق لوح الاردوينو.
فهكذا، نرى أهمية الاردوينو في العديد من المجالات التقنية في الحياة اليومية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق